واقع التنمية المستدامة في قرية البهنسا بمحافظة المنيا

Document Type : Original Article

Authors

1 Tourist Guidance Department, Faculty of Tourism and Hotels, Minia University

2 Tourist Guidance Department, Faculty of Tourism and Hotels, Helwan University

3 Tourism Studies Department, Faculty of Tourism and Hotels, Fayoum University

4 Researcher, Faculty of Tourism and Hotels, Minia University

Abstract

تم تقسيم البحث إلى تمهيد مبسط عن التعريفات بالمصطلحات الواردة بالبحث؛ والتي أهمها على الاطلاق: ماهية التنمية المستدامة و مؤشراتها ثم يُوضّح مقدمة مختصرة عن قرية البهنسا وتطورها وأهميتها التاريخية والجغرافية؛ ثم إلى المناطق الأثرية والتراثية القبطية والاسلامية بالبهنسا الحالية، وقام البحث بتوضيح الوضع الراهن للتنمية المستدامة بقرية البهنسا وتقييم التنمية المستدامة بالقرية، و توضيح وافي بالوضع الراهن للتنمية المستدامة بالقرية ودور ذلک في إحياء الثقافة المصرية، في هذا البحث تم التأکيد على الإيجابيات الإقتصادية والإجتماعية لتعزيز فرص التنمية المستدامة بالقرية والتي من أهمها تعزيز الوعي الأثري والتراثي للمجتمع المحلي للقرية محل الدراسة؛ متضمناً توصيات لهيئات المجتمع المحلي وجمعيات التراث ووزارة السياحة والاثار والثقافة، بهدف تفعيل مبادئ التنمية المستدامة على قرية البهنسا بمرکز بني مزار بالمنيا تمهيداً لوضعها علي الخريطة السياحية

Keywords


1- المقدمة

يرکز الهدف الاساسي للبحث على توثيق الوضع الراهن للمجتمع المحلي بهدف الإسهام في تحديد الإشکاليات التي تواجه تفعيل آليات التنمية المستدامة في القرية، ويجب الوضع في الاعتبار  أنه لا يجوز في أي حال إهمال التخطيط المستدام للإرتقاء بقرية البهنسا حضارياً بما يتناسب مع موقعها ومقوماتها التراثية وإمکانياتها کموقع أثري وکإحدى محطات مسار العائلة المقدسة، ووضعها على الخريطة السياحية.

تقع قرية البهنسا على بُعد 16 کيلو متر من مرکز بني مزار؛ ناحية الغرب محافظة المنيا وهى مدينة أثرية قديمة، عُثِر فيها على الکثير من البرديات التي ترجع إلى العصر اليوناني والروماني والقبطي والفرعوني، وهي المُلَقبة بأرض الشهداء؛ کما إنها إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة، وتمثل صفحة مجيدة من تاريخ الفتح الإسلامي لما شهدته من إستشهاد الکثير من الصحابة البدريين، ومازال يوجد بها من اثار ومزارات قبطية وأضرحة إسلامية (درويش،2005).

            تم تقسيم البحث إلى تمهيد مبسط عن التعريفات بالمصطلحات الواردة بالبحث؛ والتي أهمها على الاطلاق: ماهية التنمية المستدامة و مؤشراتها ثم يُوضّح مقدمة مختصرة عن قرية البهنسا وتطورها وأهميتها التاريخية والجغرافية؛ ثم إلى المناطق الأثرية والتراثية القبطية والاسلامية بالبهنسا الحالية، وقام البحث بتوضيح الوضع الراهن للتنمية المستدامة بقرية البهنسا وتقييم التنمية المستدامة بالقرية، و توضيح وافي بالوضع الراهن للتنمية المستدامة بالقرية ودور ذلک في إحياء الثقافة المصرية، في هذا البحث تم التأکيد على الإيجابيات الإقتصادية والإجتماعية لتعزيز فرص التنمية المستدامة بالقرية والتي من أهمها تعزيز الوعي الأثري والتراثي للمجتمع المحلي للقرية محل الدراسة؛ متضمناً توصيات لهيئات المجتمع المحلي وجمعيات التراث ووزارة السياحة والاثار والثقافة، بهدف تفعيل مبادئ التنمية المستدامة على قرية البهنسا بمرکز بني مزار بالمنيا تمهيداً لوضعها علي الخريطة السياحية.

ومن أهم الکتابات التراثية عن البهنسا کتاب فتوح البهنسا الغراءوالذي يصف ما وقع فيها من عجايب الأخبار وغرايب؛ وهو منسوب إلى أبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي ؛ وکذلک کتاب اثار وفنون مدينة البهنسا في العصر الاسلامي للدکتور أحمد عبد القوى محمد عبد الله وهو يقوم بدراسة احوال مدينة البهنسا بعد الفتح الاسلامي والتطور الإداري للمدينة، و العمارة الإسلامية بمدينة البهنسا متمثلة في جامع الحسن بن زين العابدين ومئذنة زين العابدين بالاضافة إلى القباب التي تنسب لبعض الصحابة والتابعين والعلماء الذين سکنوا البهنسا هذا بالإضافة إلى الفنون الإسلامية في البهنسا مثل الخزف والفخار والزجاج والمنسوجات بالاضافة إلى المسکوکات الإسلامية من عملات ذهبية ونحاسية وبرونزية، ومن الأعمال التي رکزت على التراث بالبهنسا کتاب حکاية غزو للدکتور عمرو عبد العزيز منير؛ ومن أهم الدراسات أيضاً کتاب أوکسيرنخوس والذي يرکز على البهنسا في العصر القبطي قبل الفتح الاسلامي؛کما يرکز ايضاً على الکنائس والأديرة في العصر الروماني والقبطي، أما هذه الدراسة تأتي مُکملَّة للمجهودات السابقة في توصيف الوضع الراهن للبهنسا ومعوقات التنمية المستدامة بالقرية.

2. مشکلة البحث

تبني البحث دراسة الوضع الراهن لقرية البهنسا للتوصل لإشکاليات تطبيق آليات التنمية المستدامة بها في الوقت الحالي؛ وتجيب الورقة البحثية عن التساؤل التالي:

- ما هي أهم العقبات التي تواجه التنمية السياحية المستدامة في قرية البهنسا؟

 

3. منهجية البحث

            تم الإعتماد على منهج دراسة الحالة والذي يتطلب تحليلاً کاملاً لکافة البيانات التي تم جمعها وتحليلها بدرجة من الدقة والموضوعية، من خلال جمع المعلومات مفصلة ودقيقة عنها ، ﻭﺘﺤﻠﻴل الوضع ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ من خلال الزيارات الميدانية؛ والذي يتطلب تحليل المعلومات التي تم جمعها بطريقة علمية وموضوعية، بهدف الوصول للنتائج لتحليلها وتفسيرها . ويعتمد البحث على دراسة وقراءة البيانات للحصول على النتائج من واقع ملاحظة وتحليل الأحداث والمواقف والصور والوثائق والاتصالات اللفظية وغير اللفظية، ومن ثم فإن الإطار أو السياق الذي تحدث فيه الظاهرة محل البحث يعتبر جزءاً من الظاهرة ذاتها؛ بحيث لا يقوم الباحث بأية محاولة لإدخال متغيرات خارجية على الظاهرة محل الدراسة، أو أن يتحکم في هذه المتغيرات المحيطة بالظاهرة، ومعنى هذا أن کل جوانب المشکلة محل الدراسة يتم فحصها ودراسته (ريان،2003).

4. خلفية تاريخية عن البهنسا

تتبع قرية البهنسا مرکز بني مزار وتقع علي بُعد حوالي 20کم الي الغرب من مدينة بني مزار ذاتها، و کانت معروفة عند القدماء المصريين باسم بيمازيت  pimazet او بيرمزيت permezet ، او بيرمجيد  per-Medjed  بمعني الصولجانات الذهبية ثم عرفت باللغة القبطية باسم بيمدجي Pemdje ، وکان إسمها في العصر اليوناني والبطلمي أٌوکسيرنخوس  Oxyrhynchusأي مدينة القنومة؛ نسبة لسمک القنومة وهو نوع  من الأسماک مدببة الفم وکان يعيش في المياة القريبة منها ، واعتبروه دليل الخير والبرکة على إقليمهم، وفيما بعد اعتبروا السمکة مع الصليب رمزاً للمدينة، وإسم البهنسا يأتي من أباي ايسوس ومعناها بيت يسوع.

ومدينة اکسير نخوس البهنسا کانت عاصمة اقليم أرکاديا، وفي القرن الخامس صارت بها تجمعات رهبانية کبيرة، قال عنها بالاديوس مؤرخ الرهبنة المصرية واسقف هيلينوبوليس: "اوکسيرنخوس هي المدينة التي کان عدد کنائسها اکثر من عدد بيوتها" بسبب کثرة عدد الکنائس بها، و يَذکُر روفينوس مؤرخ الکنيسة في القرن الرابع الميلادي أن عدد کنائسها زاد عن اثني عشر کنيسة وکان بها أديرة کثيرة وان في المدينة عشر الاف قس وبلغ عدد رهبانها عشرون الف راهب ، اما اديرة الراهبات فوصل عدد الراهبات فيها إلي اثنتي عشرة الف راهبة. کما تتواتر في المصادر اسماء دير بريش prieches، وديرابوللوس ودير برتلميوس ودير القديس جورج المسمي ابوسيمونيوس ودير ابو اندرياس

            وظلت البهنسا کما يروي المؤرخون تحتوي علي عدد کبير من الکنائس حتي دخول العرب عند الفتح الاسلامي لمصر. وقد دُمرَّت المدينة سنة 645م، وقد أشار المقريزي 1441م إلى کنيسة العذراء بالبهنسا الباقية من 360کنيسة تهدمت بها( الشرقاوي،2010)؛ وبحسب تقرير المجلس الاعلي للاثار عن منطقة اثار البهنسا فقد تم إکتشاف کنيسة أثرية تتکون من طابقين الاسفل علي الطراز البيزنطي والعلوي علي الطراز البازيليکي، ولا يتبقي منها سوى الاساسات فقط(عجبان،2016) .

وقد تم حديثا اکتشاف مجموعة من المقابر ترجع للعصر المسيحي عليها نقوش ملونة، و لم يعثر فيها حتى الآن على أطلال لمعابد بالرغم من تأکيد بعض علماء الاثار أن بها عدة معابد :احدها للمعبود ست والذي اهتم به ملوک الاسرة العشرين رعمسيس الثالث، ومعبدا اخر للمعبودة تاورت ربة الولادة، وثالث للمعبودة رننوتت ربة الحصاد . هذا وقد تم الکشف مؤخرا عن مقابر ترجع للاسرة السادسة والعشرين؛ وحيث ان ست هو المعبود الرسمي للمدينة، وقد تم الکشف عن مقبرتين کبيرتين ترجعان للعصر المتأخر وتؤرخان بالاسرة السادسة والعشرين؛ کما عثر فيها علي اطلال الکثير من المنشأت اليونانية الرومانية من بينها معبد روماني لم يتبق منه سوى بوابة ضخمة  وبعض العناصر المعمارية الاخرى؛ کما عثر على جبانة من العصر الروماني،  ومن أهم آثار البهنسا اطلال المسرح الروماني الذي ورد ذکره في الکثير من الوثائق اليونانية کما عثر أيضاً علي عدد کبير من العملات تحمل أسماء بعض الأباطرة الرومان( قدري وآخرون،1985م).

            تعد البهنسا من اهم المناطق الاثرية في مصر،ترجع اهميتها إلى أنها تضم اثارا من کل العصور؛ وإلى العدد الهائل من البرديات المکتوبة بالإغريقية اليونانية القديمة والقبطية التي عثرت عليها بعثة حفائر أجنبية بالمنطقة في عام 1897م. وهذه البرديات التي تلقي الضوء على الکثير من جوانب الحياة في هذه الفترة حيث أنها تتضمن موضوعات أدبية إجتماعية إقتصادية إدارية و قانونية (الشرقاوي، 2010م).

            لقد کانت مدينة البهنسا قاعدة لقسم بامازيت في ايام الفراعنة ثم لقسم أوکسيرنشيت في عهد الرومان، ثم قاعدة لکورة البهنسا في ايام العرب ثم قاعدة للاعمال البهنساوية في عهد المماليک (اوکسيرنخوس،  )، ثم لولاية البهنسا في العهد العثماني حتي جاء محمد باشا النشانجي واليا على مصر سنة 1720م فأمر بنقل ديوان الولاية الي الفشن حالياً مما تسبب في اضمحلال البهنسا و تغيير اسم البهنساوية الي مأمورية الاقاليم الوسطي وجعل مدينة المنيا  قاعدة لهذه  المأمورية ، ومنذ ذلک التاريخ اصبحت البهنسا مجرد قرية من قرى مصر(عطا، 1982).

            إشتهرت البهنسا بإنتشار مصانع الفخار وبصناعه الزجاج، وکذلک اشتهرت بصناعه النسيج المصري المعروف فالقباطي؛ کما کان بها ميناءان على بحر يوسف يصدر منهما القمح من البهنسا إلى روما(درويش، 2005)، وکل من کان يأتى إلى البهنسا من 1896 إلى 1933 يصفها بحِمَى البرديات التي اشتهرت بصناعتها ايضاً ( يوسف، 1922).

5. تراث قرية البهنسا

5. 1. التراث المادي وغير المادي، المندثر والموجود بقرية البهنسا:

            قاما المکتشفان برنارد باين جرينفيل، وآرثر سورغيد هانت بعمل رحلة استکشافية لعمل تنقيبات في البهنسا في عام 1896م؛ وقد عثرا على مئات الالاف من البرديات المحفوظة في سلال قمامة مدفونة في حفر في الارض، يعود تاريخ البرديات المکتشفة للفترة ما بين عامى 250 قبل الميلاد و700 ميلادية (عطا، 1982)، والکثير منها عبارة عن رسائل عن الحياة اليومية؛  وبعضها وثائق رسمية؛ وبينها نسخ لأقوال فلاسفة أمثال أفلاطون وأرسطو( صبحي واخرون،  أغسطس 2015)، ومنها المخطوطات المسيحية کنسختين لإنجيلي "متي" و"يوحنا"، وتسابيح مسيحية مبکرة برموزها الموسيقية، وذِکر أحداث عن فيضان النيل، کما تم العثور على بردية في البهنسا کانت عبارة عن تقويم کنسي يرجع إلى القرن السادس الميلادي. اشتمل هذا التقويم على قائمة بالأعياد الدينية التي احتفل بها أهل المدينة ورجال الکنيسة فيها(الفرنسسکاني،1999م) ؛ وهذا قد قام العالِم وليم فليندرس بيترى وهو عالم مصريات إنجليزي بالتنقيب عن الآثار في مصر في عدة مناطق وعثر على عدة آلاف من القطع الأثرية أرسل منها ثمانين ألف قطعة إلى لندن؛ حيث توجد في متحف بإسمه يعرف بإسم ( متحف پترى للآثار المصرية )، وهو قد أمضى بعض الوقت في موقع أوکسيرنخوس سنة 1922 ميلادية قائلاً: "أنا أقوم بشراء کل ما أستطيع أن أحصل عليه، وخصوصاً کل شظايا البرديات الأدبية(عطا، 1982)؛ "أنني أحاول هنا أخذ فکرة ما عن المکان، والتخطيط، ودراسة الأعمدة الموجودة هنا وهى أکثر من 27 عمود، والدير الضخم جداً لدراسته وکذلک القبور المقببة التي بُنِيَتْ من القرن الثالث إلى القرن السادس الميلادي" (اوکسيرنخوس)، البرديات التي نُقِلَتْ إلى لندن بواسطة السيدان برنارد جرينفل وآرثر هانت يقدر عددها بحوالي(400000) أربعمائة ألف بردية وشذرات من البرديات غير الآلاف التي نقلها بيترى إلى لندن"(نزيه، 1999)؛ (للمزيد من المراجع والمعلومات عن زيارات الرحالة الأجانب لبعض المواقع المرتبطة بمسار رحلة العائلة المقدسة يمکن الرجوع اسحق عجبان،2017 ، الملحق الثامن 379-383 ؛ ملحق به تسجيل لأغلب زيارات الرحالة الأجانب لبعض المواقع المرتبطة بمسار رحلة العائلة المقدسة).

5. 2. أبرز العادات والتقاليد التراثية الثقافية بالقرية

5. 2. 1.  تبجيل الأضرحة والمقامات

وهو تبجيل موضع الشهداء بعد دفنهم في مقامات  للدعاء والصلاة بجانبها لتبجيل أضرحة الشهداء ، ويوجد في قرية البهنسا جبانة النصارى بجانب أضرحة المسلمين.

5 . 2 . 2 . التبرک بمناطق الإستشهاد

  • من خلال اقامة الصلاة وکتابة الدعوات في ورق يوضع داخل الضريح وقراءة الفاتحة عند الضريح.
  • الاستشفاء بالتمرغ في أرض الصحابة في قرية البهنسا؛ عند حجر الدحرجة الموجود عند شجرة مريم بالبهنسا وبجوار ضريح السبع بنات (کما موضح في صورة 1) ويقال عليها أيضاً؛ عادة الدحرجة على الرمال المقدسة الموجود بالبهنسا.

 

 

صورة ( 1 )  تبين تراث الدحرجة أمام ضريح السبع بنات بقرية البهنسا

(www.ouregyptianciviliaization.comK، في 15مارس 2020)

5. 3. أهم الاثار المسيحية الباقية في البهنسا

            تحوي منطقة البهنسا الآن شجرة عتيقة يعتقد أن العائلة المقدسة استظلت بها وشربت من البئر الموجود بجوارها أثناء رحلة الهروب لمصر؛ ويرى بعض أصحاب التفسير کالمسعودي وأبو جعفر الطبراني والواقدي وابن إسحاق وابن هشام و سعيد بن جبير وسعيد ابن المسيب وابن عباس ان  الربوة هي ارض البهنسا (عبد القوي، 2018)؛ وکذلک عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن هذا المکان هو الذي تشير إليه الآية القرآنية :" وجعلنا ابن مريم وأمه آية و آويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " (سورة المؤمنين، آية 50).

 

صورة ( 2 ) تبين شجرة مريم وبئر العائلة المقدسة في البهنسا- تصوير الباحثة، فبراير 2020

5. 4.  الاثار الاسلامية بالبهنسا

            شهدت البهنسا صفحات مجيدة من الفتح الاسلامي لمصر، حيث يطلق عليها مدينة الشهداء لکثرة من استشهد فيها خلال الفتح الاسلامي، فقد شهدت مجئ العديد من الصحابة وزوجاتهم وابنائهم ممن حضروا مع الرسول عليه الصلاه والسلام بها؛ حيث يُطلق عليها البعض مدينة الشهداء لوجود مقابر الشهداء المسلمين بها ولکثرة من اسُتشهد فيها عام (22 هجرية) ، عندما أرسل عمرو بن العاص جيشاً لفتح الصعيد بقيادة قيس بن الحارث وعندما وصل إلى البهنسا، کانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، کما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدي إلى سقوط عدد کبير من الشهداء المسلمين، وهو ما کان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس أهلها فيما بعد (درويش، 2005م).

5. 4. 1 . مسجد الحسن الصالح

ترجع نشأته للعصر العباسى وتحديدا عام 323 هجرية وتم تجديده فى العصر الفاطمى، بعض المؤرخون يؤکدوا أن هذا المسجد بنى على أنقاض کنيسة قديمة ويدللون على ذلک بالأعمدة التى يقام عليها المسجد، لکن البعض ينفى صدق هذه الرواية مدللاً علي ذلک بأن الأقباط کانوا من اوائل الناس الذين دعموا الفتح الإسلامى ليتخلصوا من الإضطهاد الرومانى(عطا، 1982م).

 

   

صورة 3 توضح مسجد الحسن الصالح-موقع صدى البلد(تم الدخول في 20مارس2020)

 

 

 

 

5. 4. 2 . قبة ومئذنة أبو سمرة:

وهو عبد الغني بن سمرة البهنسي أحد علماء الفقه في العصر المملوکي، الذي تميز بعلمه وورعه ونبله ووقاره (عبدالقوي، 2018م).

 

   

صورة 4 لمأذنة ابوسمرا موقع صدى البلد (تم الدخول في 20مارس2020)

5. 4. 3 .  قبة أهل بــدر

تحتوى على 10 قباب للذين شهدوا غزوة بدر وجاءوا مع الفتح الإسلامي للبهنسا واستشهدوا  بالبهنسا. وهى تسمى قبة محمد بن عقبة بن عامر الجهني، وفيها أسماء عديدة مثل عقبة بن عامر الجهني، القعقاع بن عمرو، وميسرة بن مسروق العبسى، وذو الکلاع الحميري، وهاشم بن المرقال(الشرقاوي، 2005).

 

   

                صورة 5 قبة أهل بدر من الداخل والخارج – موقع صدى البلد (تم الدخول في 20مارس2020)

5. 4. 4 . قبة محمد بن أبي ذر الغفاري

بنيت على أعلى تل أثري داخل القرية، يمکن الصعود إليه من خلال 3 سلالم للوصول للباب الخشبي الرئيسي؛ ثم غرفة القبر على بعد متر تقريبً. الغرفة عبارة عن باب مربع من الداخل والخارج يعلوه 4 حنايا رکنية، بها قبة الضريح وتحتها قبر محمد بن أبي ذر الغفاري، نسبة إلى قبيلة بني غفار بالجزيرة العربية (عبدالعزيز، 2019) ؛ وهى ضمن القباب التي تحتاج الى ترميم.

 

 

صورة 6 لقبة محمد بن أبي ذر الغفاري -(موقع الرسمي لصدى البلد تم الدخول في 20مارس2020)

5. 4. 5 . قبة أبان بن عثمان بن عفان

هو حفيد سيدنا عثمان بن عفان، تؤکد ذلک وثيقة ترجع إلى 973 هجريًا، وکان بالقبة مصحف شريف مکتوب بالخط الکوفي(عطا، 1982م).

 

 

صورة 7 تبين قبة أبان بن عثمان بن عفان-(موقع الرسمي لصدى البلد تم الدخول في 20مارس2020)

5. 4. 6 . قبة فتح الباب

            فتح الباب هو عبدالرازق الأنصاري، وسميت قبته باسم فتح الباب لأنه عندما توجه الجيش الإسلامي إلى مدينة البهنسا کان أول من تسلل ودخل إلى الأسوار وفتح باب الحصن أمام الجيش، واستشهد ودفن في هذا المکان(الشرقاوي، 2010).

5. 4. 7 . ضريح السبع بنات

يرجع اسم الضريح الى السبعة الراهبات الذين قتلوا على أيد الفرنسين عند دخول الفتح الاسلامي بالبهنسا وسالت دماؤهم على الأرض وصارت مبارکة، وعلى هذه الرويات أنشأ الأهالي ضريح به 3 قباب في المنطقة، فأصبحت السيدات من جميع أنحاء المحافظات تذهب هناک بقصد تلبية الحاجة، والشفاء من المرض، ثم الدوران حول مدافن السبع بنات عدة مرات().

 

صورة 8 تبين ضريح السبع بنات - الموقع الرسمي لصدى البلد تم الدخول في 20مارس2020)

            فضلاً عن العديد من المساجد والأضرحة الخاضعة لهيئة الآثار الاسلامية والقبطية مسجد  على الجمام  ، وجبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد کبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر (مقامات) لشهداء الجيش الإسلامي الذين شارکوا في فتح الصعيد، ويفخر أهلها اليوم بهذه القرية لاحتواء ترابها على أجساد هؤلاء الشهداء من الصحابة، بل والبدريين منهم (أي من حضروا بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم)، ومن هؤلاء الشهداء، أمير السرية الصحابي الشهيد، وحفيد الحارث عم الرسول زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي، و محمد بن عبد الرحمن بن أبي بکر الصديق التيمي، والحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب الهاشمي القرشي، محمد بن أبي ذر الغفاري الکنان، محمد بن عقبة بن نافع القهري القرشي، والعشرات ممن شارکوا في الفتوحات الإسلامية.

6. الوضع الراهن للتنمية المستدامة بقرية البهنسا:

ثم ترسخ مفهوم التنمية المستدامة في 1992، في قمة "ريو" أو قمة الأرض بالبرازيل، وقد عرفتها اللجنة العالمية للبيئة والتنمية على انها التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة في تلبية حاجاتهم، وهي تحتوي على مفهومين أساسيين: مفهوم الحاجات - وخصوصاَ الحاجات الأساسية لفقراء العالم والتي ينبغي أن تعطى الأولوية المطلقة-، ومفهوم القيود التي تفرضها حالة التکنولوجيا والتنظيم الاجتماعي على قدرة البيئة للاستجابة لحاجات الحاضر والمستقبل (اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، ۱۹۸۹، ۹۹). 

وبمعنى أکثر تبسيطاً فالتنمية المستدامة تسعى لتحسين نوعية حياة الإنسان ولکن ليس على حساب البيئة، وذلک لأن بعض المفاهيم للتنمية تستنزف الموارد الطبيعية، بحيث هذا الاستنزاف من شأنه أن يؤدي إلى فشل عملية التنمية نفسها، ولهذا يعتبر جوهر التنمية المستدامة هو التفکير في المستقبل وفي مصير الأجيال القادمة (نسرين اللحام، 2007).

تعتمد التنمية المستدامة ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ تفاعل ﻋواﻣﻝ أﺳﺎﺳﻳﺔ ﻫﻲ الإقتصاد والبيئة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻰ ﻟذا ﻳﻠزم ﻋﻧد ﺗﻧﺎوﻝ اﻟﺑﻳﺋﺔ اﻟﺗراﺛﻳﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﻣﺣﺎور اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎً ﻓﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﺑﻳﺋﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﻣراﻧﻳﺔ واﻟﺧدﻣﺎت أﻣﺎ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻳﺟب أن ﻳﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﻳﺔ الإﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻷﻫﺎﻟﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗراﺛﻳﺔ ﻣن ﺣﻳث ﺗوﻓﻳر ﻓرص ﻋﻣﻝ وﺧدﻣﺎت أﻓﺿﻝ وﻧﺷر اﻟوﻋﻲ اﻟﺗراﺛﻲ ﺑﻳن ﺳﻛﺎن اﻟﻣﻧطﻘﺔ أﻣﺎ ﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻓﻬو ﻣﺎ ﻳﺿﻣن ﻋﻣﻠﻳﺎت ﺗﻣوﻳﻝ اﻟﺻﻳﺎﻧﺔ واﻟﺣﻔﺎظ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﻋﻣﻠﻳﺎت اﻟﺣﻔﺎظ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻌﻣﺎري واﻟﻌﻣراﻧﻲ ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ ﺳﺗﻛون ﻗﺎﺻرة ﻋن ﺗﺣﻘﻳق الإﺳﺗداﻣﺔ واﻟﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻰ ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ ﻟذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﺟزء ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ (راشد، 2013).والشکل التالي يوضح تکامل عناصر الإستدامة(ريهام الخضري، 2006):

 

 

 

 

 

 

 

الشکل (1)  تکامل عناصر الإستدامة (ريهام الخضري، 2006)

يتضح من الشکل السابق ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﺍﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﺩﺓ ﺃﺒﻌﺎﺩ، ﻓﻠﻴﺱ ﺍﻟﻬـﺩﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺎﺌﺩ اﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠـﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺔ، کما ﺃﻨﻬـﺎ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ، ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﺒﻴﺌﻴـﺔ، ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﺎﺌﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ.

            تتبع قرية البهنسا مرکز بني مزار وتقع على بُعد حوالي 20کم إلى الغرب من مدينة بني مزار ذاتها، زمام قرية البهنسا الحالي 2859 فدان منهم 1715 فدان رقعة زراعية، تحتوي البهنسا على 5 مدارس ابتدائية، و وحدة صحية، و مرکز شباب،  و 17 مسجد و دير السيدة العذراء والملاک ميخائيل في طريق الغربي للقاهرة-أسيوط تم إنشاؤه في 2016، فيما يخص الکباري والطرق في البهنسا؛ فقد تم إنشاء کوبرى للبهنسا للربط بين الطريق الصحراوي الشرقي والصحراوي الغربي على البحر اليوسفى بطول 100 متر وعرض يصل إلى 14 مترًا،  بالاضافة إلى الکوبري الموجود بالقرية(مدير اثار منطقة اثار البهنسا في مقابلة مع الباحثة في ابريل 2020م).

 

   

صورة 9 تبين أعمال رصف کوبري البهنسا- تصوير الباحثة يناير 2020م

            أعدت إدارة السياحة بمحافظة المنيا بالتعاون مع وزارة الاثار ووزارة السياحة وهيئة التنمية المحلية خطة تطوير لمنطقة البهنسا منذ عام 2009 وإشتملت خطة التطوير على مرحلتين أساسيتين(تقرير غير منشور بديوان عام محافظة المنيا في 2015م) ، تم تنفيذ المرحلة الأولى في عام 2015 وتضمنت ترميم مسجد (مسجد الحسن الصالح)،  ترميم 2 من الأضرحة، ترميم مأذنة ( مأذنة أبو سمرة)(عادل،2016)؛ وبدأت خطط التنمية منذ أسبوعين بالمنطقة ( سبتمبر 2020م ) ومازالت جارية حتى الآن؛ حيث تم وضع أکشاک لقطع التذاکر قبل دخول المنطقة الاثرية؛ کما أن اللجنة الدائمة للاثار وافقت على درء الخطورة والترميم لمنطقة البهنسا؛ وهذا المشروع القومي تم اسناده لجهاز مشروعات الخدمة الوطني؛ حيث قامت لجنة بزيارة المنطقة وعاينت کل الأضرحة بها على الطبيعة لبدء تنفيذ المشروع.

7.  الدراسة الميدانية

اعتمدت الدراسة الميدانية على جمع البيانات الأولية Primary Data بواسطة المجهود الشخصي للباحث؛ کذلک الحصول على البيانات الثانوية Secondary Data من الکتب والوثائق والمطبوعات والنشرات الإحصائية والأبحاث والتقارير الصادرة عن ديوان عام محافظة المنيا خلال العشرة سنوات السابقة، بعد جمع البيانات تمت مراجعة البيانات ثم تحليلها وربطها بالنتائج التي تم استخلاصها من أدبيات الدراسة.

وتم استنتاج معوقات التنمية الاستدامة بقرية البهنسا من خلال الدراسة الميدانية؛ وکانت على النحو التالي:

7 . 1 .  معوقات مرتبطة بالمجتمع المحلي

  • ضعف الوعى بمفهوم الاستدامة وتطبيقاتها واهداف مصر 2030 المستدامة.
  • ضعف مستوى المعيشة .

7 . 2 .  معوقات متعلقة بالإجراءات الحکومية

  • البطء في تفعيل قرارات خطط التطوير والتنمية السياحية بالمنطقة (وضعت خطة تطوير منذ 2009 بدأ تنفيذ المرحلى الأولي منها في 2014 ).
  • عقد إجتماعات ودراسات دون تفعيل توصياتها.
  • تعدد الجهات المسئولة بالمنطقة (محافظة المنيا / الادارة المحلية  – وزارة الثقافة / منطقة آثار المنيا ـ وزارة السياحة / مکتب تنشيط السياحة ).

7 . 3 .  معوقات من داخل القطاع السياحي

  • قصور نمط السياحة بمنطقة البهنسا على السياحة الثقافية والدينية دون أي أنماط أخرى التي تمتلکها المنطقة (أو يمکن أن تمتلکها المنطقة من خلال تنميتها والإهتمام بها).
  • ضعف برامج التسويق السياحي الإلکتروني أوالورقي لمقومات الجذب السياحي بالمنطقة.
  • عدم دمج الدراسات والأبحاث العلمية بالواقع العملي ولو حتى على سبيل الإستفادة منها.
  • عدم الإهتمام الحقيقي بکل وظائف التخطيط السياحي الذي يقوم على التقدير المسبق لما سوف يکون عليه المستقبل من توقعات وتنبؤات يضعها المخططون ومن ثم وضع الترتيبات اللازمة لمواجهتها(منال عبد المعطي،2013، ص 174).هناک خطة للتنمية للمنطقة ولکنها غير مفعلة.

8 . التوصيات

  • المراقبة المکثفة: قد لا تکون الدراسات والتشريعات کافية وحدها لحماية المباني التاريخية، فمن الممکن لأصحاب المباني التراثية (المالکون لبعض العقارات التراثية ذات القيمة الفنية الخاصة) إجراء إصلاحات له تسيء إلى أصالته وقيمته التاريخية والمعمارية والفنية، کأن يُستخدم المبنى الأثري استخداماً سيئاً يلحق الضرر به، والأمر هنا يحتاج إلى نظم وسياسات لحمايته.‏
  • التوعية: وتتلخص بتعريف المواطن على أهمية الآثار الثقافية والاقتصادية له ولغيره وانتهاز الفرص لإثارة اهتمامه بالتراث الحضاري وإشعاره بالمسؤولية.‏
  • إشراک المواطنين في تحمل مسؤولية آليات الاستدامة وذلک بإشراکهم في اللجان والمؤسسات الحکومية والأهلية الراعية لذلک الأمر، لتساعد على الاتصال بالجهات الفاعلة في هذا المجال کالمجالس المحلية وسلطات الحکم المحلي أو سلطات الحکم المرکزي کالوزارات المختلفة ومجلس النواب وشرح أبعاد قضية الاستدامة للمجتمع المحلي؛ وبالتالي مطالبتها بتخصيص الأموال اللازمة لذلک وإصدار التشريعات المؤيدة للاستدامة.
  •  طرح مشروع قومي شاملاً ومناقشته مع الجهات المعنية بالحرف والصناعات التقليدية؛ يهدف الى الوصول إلى رؤية جماعية تضمن مشارکة هذه الجهات في التنفيذ، ومتابعة تنفيذ البرامج التدريبية للحرفيين، وتذليل العقبات التي قد تعترضها، وتشجيعهم لمواصلة تطوير حرفهم عن طريق تنظيم المسابقات الإبداعية، وإقامة المعارض، وتسويق هذه المنتجات، وذلک وفق آلية تخدم إستمرارية المشروع ودمجه في الحياه اليومية للمواطن بالتدريج.
  • قيام الجمعيات الأهلية بتنظيم مجموعة من اللقاءات لتوعية سکان المنطقة بأهمية التنمية المستدامة، وذلک بهدف المساهمة في رفع وعى السکان بأهمية المحافظة علي موارد البيئة ، وذلک لتعزيز مشارکة المجتمع المحلي في صنع القرار.
  • تکثيف جهود رفع مستوى الوعى السياحي للأطفال بتوعيتهم بأهمية التنمية المستدامة ودورها في المحافظة علي موارد المجتمع للاجيال القادمة؛ من خلال الجانب التعليمي بقيام وزارة التربية والتعليم بادراج جانب الاستدامة بطرق مبسطة في المناهج التعليمية ، ومن خلال الجانب العملي بتنظيم مخيم صيفي يضم العديد من الأنشطة التطوعية واليدوية التي تساعد في فهم الأطفال لموضوع الصناعات اليدوية والحفاظ على البيئة،علي أن تکون مسلية وذات نتائج ملموسة تلفت نظرهم الي جمال البيئة وأهمية الحفاظ.

قام البحث بدراسة واقع قرية البهنسا وجمع بيانات عن الخدمات و عدد المدرس بها و المناطق الاثرية بها و إتضح من الدراسة أنها منطقة تعاني من إهمال ألحق بها أضرار جسيمة؛ حيث أن التسويق لها مهمل، کما أن الأجهزة المعنية بالسياحة – بشکل أو بآخر- لم تنتهج حتى الآن أساليب لتفعيل إستغلال جميع المزايا التراثية التي تمتع بها منطقة البهنسا، مما يُهدِر فرصاً کثيرة من النمو والإزدهار الإقتصادي والإجتماعي والثقافي.

ألقى البحث الضوء على منطقة لها قيمة تراثية و أثرية ثمينة کقرية البهنسا وکما سعت الدراسة الميدانية جاهدة لتحديد معوقات التنمية بها، وتحديد فرص حماية التراث من خلال الوعي الأثري للمجتمع المحلي مع الاهتمام بالمحافظة على مقومات التراث الحضاري والثقافي والطبيعي بها؛ لتکون مؤهله سياحياً لإستقطاب السياحة الدولية.

 

 

 

9. أبحاث مستقبلية مقترحه

  • اليات تطبيق التنمية المستدامة في المناطق الاثرية.
  • استراتيجيات تطبيق الاستدامة بقرية البهنسا.
10. المراجع
أحمد قدري وآخرون،1985، تراثنا القومي بين التحدي والإستجابة منجزات 1982-1985 ، سلسلة الثقافة الأثرية والتاريخية مشروع المائة کتاب،مطبعة هيئة الآثار المصرية.
أحمد إبراهيم عطية، 2005، قانون حماية الآثار المواثيق الدولية والقانون المصري، طبعة أولى،الدار العالمية للنشر والتوزيع.
أسعد حماد موسى أبو رمان و ممدوح عبدا لله أبو رمان، بدون ، الوعي السياحي ودوره في تعزيز القدرة التنافسية لقطاع السياحة والسفر في الاردن: دراسة تحليلية ميدانية.
أنطون يوسف، 1922، لمحة تاريخية عن الآثار المصرية، المنيا، مطبعة محمود محمد.
وزارة الثقافة، ديوان عام محافظة المنيا، المنيا عروس الصعيد، إصدار محافظة المنيا.
اليونسکو 1985،الإتفاقيات والتوصيات التي أقرتها اليونسکو بشأن حماية التراث الثقافي .
اليونسکو، 2009، إطار اليونسکو للإحصاءات الثقافية، معهد اليونسکو للاحصاء: http://www.uis.unesco.org/culture/Documents/framework-cultural-statistics-culture-2009.pdf
باسم سمير الشرقاوي، 2005،  محافظة المنيا المواقع الأثرية والمزارات الدينية، المجلس الأعلى للآثار.
کرستينا عادل فتحي،2016، إدارة وتنمية مقومات سياحة التراث الحضاري بالتطبيق علي کنيسة السيدة العذراء الاثرية بدير حبل الطير، رسالة ماجستير، کلية السياحة والفنادق، جامعة المنيا.
مجد نجدي ناجي المصري،2010، تقييم أساليب وتقنيات الترميم في فلسطين نابلس حالة دراسية، رسالة ماجستير، کلية هندسة جامعة النجاح الوطنية في نابلس/فلسطين.
محمد وهبة ابراهيم ، بدون ، تفعيل مفهوم التنمية المستدامة من خلال الرقى بالبيئة العمرانية للمدينة القائمة، مدرس بکلية الفنون الجميلة –قســم العمارة – جامعة الإسکندرية، جامعة القاهـرة ،کلية الهندسـة.
مرقس صبحي والأنبا مکاريوس أسقف المنيا وابوقرقاص، أغسطس 2015، الآثار القبطية في إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، الطبعة الأولى، المنيا: أرت جروب بشاهين.
منال شوقي عبد المعطي أحمد،2013، محاضرات في التنمية السياحية ، الاسکندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر-الإسکندرية.
نسرين رفيق اللحام،2007م، التخطيط السياحي لمناطق التراثية بإستخدام تقنية تقييم الآثار البيئية، القاهرة: دار النيل للنشر والطبع والتوزيع.
ريهام الخضراوي، 2006، ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺩﺍﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺅﺴﺴﺎت ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ- ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﺤﺔ ﺴﻴﻭﻩ، رسالة ماجستير، ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﻋﻴـﻥ ﺸﻤـﺱ کلية ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ، ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻭﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ، ص13.
وديع الفرنسسکاني،1999م، ميامر رحلة العائلة المقدسة (الطبعات والمخطوطات)، المرکز الفرنسيسکاني للدراسات الشرقية المسيحية، أسبوع القبطيات التاسع،کنيسة العذراء بروض الفرج.