آليات تحقيق الانتشار السکاني بالمدن السياحية بالتطبيق على مدينة الغردقة السياحية

Document Type : Original Article

Authors

1 King Marriott Academy

2 Ministry of Tourism

Abstract

الملخص:
تتمتع مصر بإمکانات سياحية لا يستهان بها موزعة على کامل أراضيها من أماکن تاريخية وأثرية
وترفيهية وما يترتب عليه من وجود تسهيلات سياحية وإقامة وترفية ) اللحام، 2007 . )
وقد وضعت العديد من الاستثمارات السياحية في مناطق التنمية السياحية وجذبت إليها آلاف
العاملين من أجل العمل في مجال السياحة والخدمات والأنشطة المرتبطة بها ولکن هذه الأماکن تکون
عامرة بالسائحين والعاملين طوال الموسم السياحي وبعد انقضاء الموسم تعود هذه المناطق شبة خاوية
من الناس ) حسنين، 2006 .)
فالنشاط السياحي في العديد من المناطق السياحية يکون منعزل عن المناطق المأهولة بالسکان بحکم
موقعه الجغرافي ) عبدالوهاب، 1998 (، هذا بجانب تمرکز غالبية سکان مصر على الشريط الضيق
للوادي والدلتا منذ قديم الأزل وما ترتب عليه من مشکلة التکدس السکاني والتي بذلت العديد من
الجهود لوضع بدائل للخروج منها إلي الفضاء الجغرافي المحيط بوادي النيل شرقا وغربا لکن
محاولات إعادة التوزيع السکاني کانت تنجح بنسب محدودة ) المجالس القومية المتخصصة، 2005 .)

Keywords


 مقدمة: تجمع المصريون القدماء على ضفاف نهر النيل وعلى أراضي الدلتا نتيجة لتوفر المياه والقيام بالنشاط الزراعي والاستقرار وقيام الحضارة المصرية (السيد، 2008). وکذلک الاستفادة من المقومات السياحية المتنوعة في المناطق الشاطئية والواحات الصحراوية، حيث تمت التنمية السياحية خلال مواقع صغيرة في مختلف أنحاء البلاد منذ العصر الفرعوني، کما أُدخلت شبکة طرق فخمة لتربط مدن وادي النيل ولم تکن هذه الطرق مخصصة للسفر أو نقل البضائع فقط، بل کان المصريون يسافرون من مدينة إلي أخرى بغرض الترفيه والاستجمام والسياحة( کفافي،1991).

أهمية البحث: تشکِّل السياحة أداة جذب سکاني سواء ريفي أو حضري إذا قامت بعض الأنشطة الاقتصادية الأخرى (صناعة/ زراعة/ حرف) مع قدر مناسب من الخدمات والمرافق الأساسية بجانب النشاط السياحي بمناطق التنمية السياحية کعامل ُمحفز للاستقرار الدائم.

 

مشکلة البحث:

      بالرغم من انتشار المناطق والمدن السياحية على کامل أراضي مصر إلا أن هذه الأماکن تکون عامرة بالسائحين والعاملين طوال الموسم السياحي وبعد انقضاء الموسم تعود هذه المناطق شبة خاوية من الناسفي حين تعانى منطقة الوادي والدلتا من التکدس السکاني. فالأصل في التجربة السياحية هو التواصل مع المجتمعات المحلية والتعرف على عادات الشعوب، بالإضافة إلي تحقق قدر من الفوائد الاقتصادية للنشاط السياحيمع بعض الأنشطة الاقتصادية الأخرى.

 

أهداف البحث: تهدف البحث إلي توصيف خريطة السکان في المناطق السياحية واستجابتها لخطط التنمية السياحية کما تهدف إلي:

  • دراسة التوسع السکاني المرتبط بالتنمية السياحية.
  • تحديد المعوقات التي تواجه التوسع سکاني بالمدن السياحية .
  • وضع آليات إقامة مجتمعات جديدة بمناطق التنمية السياحية.

 

فروض البحث: تقوم البحث على اختبار الفروض التالية:

  • الفرض الأول: تتوفر بالمدن السياحية مقومات الاستقرار الدائم.
  • الفرض الثاني: توجد بعض العوامل التي تعوق الاستقرار الدائم بالمدن السياحية.
  • الفرض الثالث: إحداث ظهير تنموي متکامل بالمدن السياحية له أثر ايجابي تحقيق التوازن  السکاني.

 

أدبيات البحث: تباين إنشاء التجمعات السکانية علي ضفتي النهر وذلک تأثراً بالعوامل الجوية حيث ظهرت المناطق الزراعية في الضفة الشرقية للنهر أکثر منها في الضفة الغربية وذلک لاتساع الوادي في هذا الجانب، فى حين انتشرت مدن الموتى بالضفة الغربية للنيل حيث کانت هذه الضفة أکثر جفافاً وأقل رطوبة من الضفة الشرقية وهو ما يحافظ علي المدافن والمومياوات من التلف ( السيد، 2008). ازدهرت بعض المدن والتجمعات القديمة نظراً لمواقعها المتميزة التي أتاحت لها فرصة أن تکون مرکزا للتجارة إلي خارج مصر والتبادل التجاري مع البلدان المحيطة بها مثل" عين شمس هليوبوليس" مدينة أون القديمة والتي کانت أول مرکز للتجارة بين مصر وقارة أسيا عبر خليج السويس، ومدينة قفط" بقنا" والتي کان يربطها بالقصير علي البحر الأحمر طريق، ومدينة أبيدوس ومدينة الإسکندرية وغيرها من المدن ذات الأهمية التجارية (سلسلة قضايا التنمية، 2003).

 

الانتشار السکاني بمصر

   يشير مصطلح توزيع السکان إلي طريقة انتشار البشر فوق سطح حيز جغرافي معين، أما مصطلح کثافة السکان"يعنى العلاقة بين السکان ومساحة الأرض التي يقطنها هؤلاء السکان( مصر في أرقام، 2017).

   وتُعد جمهورية مصر العربية من أعلى الکثافات السکانية في الوطن العربي والعالم (الوهيد، 2017) إذ بلغ عدد السُّکان فيها100 مليون وفقاً لتعداد السکان ووفقا للأرقام الواردة بکتاب الإحصاء السنوي الصادرة عن الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام2015. ويُتَوقّعُ ارتفاع عددِ سُکّانها إلي 125.3 مليوناً بحلول عام 2031. کما أن هناک علاقة وثيقة بين توزيع وکثافة السکان والأنشطة الاقتصادية فمناطق البداوة والرعي أقل کثافة وأقل توزيعا للسکان على العکس بالنسبة للمناطق الزراعية والصناعية والتجارية، فبلغت مساحة المعمور على أرض مصر حوالي 7.8% وهى الوادي والدلتا وهوامشها وبعض المراکز العمرانية على ساحل البحرين المتوسط والأحمر وشبة جزيرة سيناء وتزداد الکثافة کلما اقتربنا من فرعى النيل في الدلتا (الکتاب الإحصاء السنوي، 2016). حيث ترکزت الاستثمارات الاقتصادية والخدمية من مصانع وشرکات في مناطق محدودة دون التوجه نحو توزيع الاستثمارات على کافة الأقاليم والاستفادة من الموارد المتاحة بها بالإضافة للاستثمار في البنية التحتية بشکل مکثف في المناطق الحضرية وإهمال المناطق الريفية والصعيد فيظهر الترکيز الشديد في توزيع الأنفاق الاجتماعي (الإنفاق على الخدمات والتسهيلات العامة) في مجموعة محافظات الدلتا والمناطق الحضرية وبالذات في القاهرة والإسکندرية (سلسلة قضايا التنمية، 2003).

 

 الأثار المترتبة على زيادة الکثافة السکانية

أثر زيادة  الکثافة السکانية على الأحوال المعيشية 

   تناقص نصيب الفرد من المعمور المصري من 57.فدان عام 1929 إلي 23. فدان عام  1962ثم إلي 20. فدان عام 2006، وتبدو بصورة أکبر بالنظر إلي نصيب الفرد من المساحات الزراعية والذي تراجع في نفس السنوات من 39.  فدان إلي 23.  فدان ثم إلي 12. فدان على التوالي وتعنى هذه الأرقام الأخيرة أن ما يخص الفرد من مساحة زراعية – وهى مصدر الغذاء والمعيشة الرئيسي – قد صار ثُلُث ما کان عليه. وحتى مع زيادة المساحة الإجمالية إلي 12مليون فدان مع استصلاح واستزراع 3.5 مليون فدان، فسوف يستمر نصيب الفرد من الأراضي الزراعية في الانخفاض ليصل إلي 09. فداناً عام 2027 (تقرير الهيئة العامة للتخطيط العمراني، 2007).

 

     أثر زيادة الکثافة السکانية على الأراضي الزراعية

     أدى الامتداد العمراني على الأراضي الزراعية إلي:

  • تآکل ما يقرب من 65 ألف فدان سنوياً من أجود الأراضي، وهو ما يعادل 43% من المساحات المستهدف استصلاحها کل عام. وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فمن المقدّر أن يبتلع العمران نحو 1.3مليون فدان من الأراضي الزراعية حتى عام 2027، خاصة مع ما زيادة حجم الفجوة الغذائية.
  • تواضع نسبة الاکتفاء الذاتي من بعض حاصلات الحبوب کالقمح، ومن المحاصيل الزيتية وبعض منتجات الثروة الحيوانية کاللحوم ...الخ، وما يفرضه ذلک من أعباءٍ على ميزانية الأسرة وعلى ميزان المدفوعات بوجه عام (تقرير المخطط الاستراتيجي للصحراء الغربية، 2016).

 

      أثر زيادة الکثافة السکانية على المناطق الحضرية

   تتزايد المشکلات التي تعاني منها المراکز الحضرية نتيجة الکثافات السکانية المصاحبة للنمو العمراني السريع ومنها: (الهيئة العامة للتخطيط العمراني، 2007 )

  • تدهور حال المرافق العامة والبنية الأساسية من طرق وکهرباء ومياه وصرف صحي
  • قصور الخدمات الاجتماعية والعامة وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الأراضي
  • شيوع ظاهرة البطالة المقنّعة
  • انتشار الازدحام والضوضاء والتلوث
  • ·         ظهور المناطق الفقيرة حول مداخل المدن وأطرافها، وانتشار العشوائيات.

 

أثر زيادة الکثافة السکانية على المناطق السياحية

    يوجد في مصر بعض أهم المقومات السياحية سواء کانت أثرية وتاريخية أو ترفيهية أو علاجية أو أحداث ومناسبات في بعض المدن المکتظة بالسکان مثل مدينة القاهرة والإسکندرية وبعض المناطق بمحافظة الجيزة والتي تعاني من التلوث والضوضاء والزحام المروري مما يسبب تجنب السائحين لمثل هذه المناطق السياحية الهامة وما ينتج عنه من ضعف الاستفادة من هذه المقومات السياحية والتسهيلات سياحية المقامة بها (مقابلة مع بعض العاملين بالشرکات السياحية بمدينة الغردقة، نوفمبر 2019).

 

الانتشار السکاني المرتبط بمشروعات التنمية السياحية

   انتشرت مشروعات التنمية السياحية بشکل کبير وخاصة في منطقة جنوب سيناء والبحر الأحمر والساحل الشمالي الغربي إلا أنها لم تؤثر بشکل ملموس في إحداث الجذب السکاني الدائم والمستقر وذلک لعدة أسباب وتتمثل في: ( المجالس القومية المتخصصة، 2005)

  • أن المشروعات السياحية والفندقية تکون أکثر ربحية إذا تم تسکين العاملين بها دون أسرهم في وحدات سکنية ملحقة بالمشروع نظرا لارتفاع تکاليف الإعاشة في المناطق النائية.
  • التذبذب الشديد في حجم النشاط السياحي يجعل الاستقرار والاستدامة للعمال وأسرهم أمرا محفوفا بالمخاطر العالية.
  • أن النشاط السياحي في هذه المناطق نشاط ترفيهي في المقام الأول فيکون هناک نوع من التخوف والحساسية الشديدة تجاه القدرة على الحفاظ على القيم والسلوکيات وأسلوب الحياة المعتاد.
  • لم يکن الانتشار السکاني هو الهدف الأساسي في إقامة هذه المشروعات بل کان هدفا ثانويا خادما للهدف الأول وهو زيادة الإنتاج القطاعي.
  • المشروعات السياحية کانت أحادية النشاط فلم يصاحبها التنمية الزراعية ومشروعات التنمية صناعية والإنتاج الحيواني والحرفي التي توفر العون لبعضها البعض في حالة تباطؤ أو توقف أحدها لسبب أو لآخر.
  • تعدد الوزارات والهيئات التي تتولى إدارة التنمية بمجالاتها المختلفة دون أن تجمعها إستراتيجية واحدة معروفة للتنمية والانتشار السکاني، فقد کانت إدارة قطاعية ولم تکن إدارة متکاملة (إبراهيم، 1999).

   وبناء على ما سبق فإن غياب تخطيط إقليمي يشمل کافة الأقاليم المصرية وحتى داخل الإقليم الواحد هو العامل الأساسي في زيادة الامتداد بشکل عشوائي وزيادة الکثافة بشکل غير متوازن وإحداث تنمية منقوصة وغير متواصلة مع هدر للاستثمارات.

     

منهجية البحث: طبق البحث على عينة عشوائية من العاملين بالمجال السياحي بمدينة الغردقة بلغ إجمالي عينة البحث 200 فرد، بلغ عدد الاستمارات المقبولة منها (182) استمارة بنسبة 91% من إجمالي الاستمارات، کما بلغ عدد الاستمارات غير المقبولة التي تم استبعادها 18 استمارة بنسبه 9% من عينة البحث.

محددات البحث تنقسم محددات البحث إلي:

- محددات مکانية وتتمثل في مدينة (الغردقة السياحية) بمحافظة البحر الأحمر باعتبارها أحد المدن السياحية التي حققت بالفعل قدر من الانتشار السکاني على أثر قيام النشاط السياحي.

- محددات زمنية وهي فترة البحث الميدانية ( نوفمبر 2019- يناير 2020).

 

مجتمع وعينة البحث: يتکون مجتمع البحث من العاملين بالمنشآت السياحية الحکومية المتمثلة في مکتب وزارة السياحة والمکتب الداخلي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والمنشآت السياحية الخاصة مثل الشرکات السياحية والفنادق والمطاعم وبعض الأماکن الترفيهية بمدينة الغردقة ونظرا لکون المجتمع کل من فيه يعمل بالمجال السياحي والأنشطة المرتبطة به والمغذية له فقد تم الاعتماد على أسلوب العينة العشوائية.

 تصميم استمارة الاستبيان: ُصممت استمارة الاستبيان بناءاً على نوعية وکمية البيانات المطلوبة وفقا لفروض وأهداف البحث وفقا لعدد من البنود

البند الأول: تقييم مستوى الخدمات في المدينة السياحية محل البحث.

البند الثاني: يتضمن المعوقات التي تحول دون الاستقرار الدائم بالمدن السياحية.

البند الثالث: يتضمن الآثار المترتبة على إحداث تنمية متکاملة في مناطق الجذب السياحي.

البند الرابع:الآليات المقترحة لتحقيق التوطين السکاني بالمدن السياحية.

 

تحليل الاستمارة:

 

 أولا: البيانات الشخصية لأفراد عينة البحث وهم العاملين بالمجال السياحي بهدف تحديد الفئة التي لديها الاستعداد  للعيش والاستقرار بالمدن السياحية بشکل دائم وهي:

جدول (1) الفئة العمرية لأفراد عينة البحث

الفئة العمرية

العدد

النسبة

21-45سنة

168

92.5%

أکثر من 45 سنة

14

7.5%

   عند تحليل البيانات الواردة باستمارة الاستبيان الخاصة بالعاملين بالمجال السياحي اتضح أن نسبة العاملين من ذوى الفئة العمرية (21 - 45سنة) بلغت 92.5 % وهم بداية من الشباب حديثي التخرج إلي العاملين لفترة طويلة بالنشاط السياحي بالغردقة. أما نسبة الفئة العمرية (أکثر من 45 سنة) بلغت 7.5% من عينة البحث.

 

المحافظة التي ينتمي إليها العاملين بالمجال السياحي

جدول (2) المحافظة التي ينتمي إليها العاملين بالمجال السياحي

المحافظة التي ينتمي لها العاملين

العدد

النسبة

داخل محافظة البحر الأحمر

64

35%

خارج محافظة البحر الأحمر

118

65%

    عبَّرت الإجابات عن أن نسبة 65% من أفراد عينة البحث من خارج محافظة البحر الأحمر من محافظات (الأقصر، جنوب الوادي، الجيزة، قنا، أسوان، أسيوط، الدقهلية) وفقا لإجابات أفراد عينة البحث ونسبة 35% من داخلها.


طبيعة العمل  للعاملين بالمجال السياحي

جدول (3) طبيعة العمل بالمدينة السياحية

طبيعة العمل بالمدينة السياحية

العدد

النسبة

عمل دائم

138

75.3%

عمل مؤقت

44

24.7%

   أکدت البيانات أن معظم فرص العمل بنسبة 75.3% عمل دائم بينما کانت نسبة من کانت طبيعة عملهم مؤقتة 24.7% من أراء أفراد عينة البحث وهذه النسب تعطى ُمبرر قوى للعمل على توطين هؤلاء الشباب بالمدينة السياحية محل العمل.

 

مدة العمل بالمجال السياحي

جدول (4) مدة العمل بالمجال السياحي

مدة العمل بالمجال السياحي

العدد

النسبة

1سنة - 5سنوات

83.72

46%

6-10 سنوات

29.12

16 %

أکثر من عشر

69.16

38 %

يوضح الإجابات أن معظم العينة کانوا ممن يعملون بالنشاط السياحي لمدة (1سنة – 5 سنوات) بنسبة 46.2%، والذين يعملون من ( 6-10 سنوات) بلغت نسبتهم 15.9 % ونسبة 37.9 % لمن يعملون أکثر من عشر سنوات بإجمالي 53.8% من مجتمع العينة وهذه النسب تشکل عامل ُمحفز للتوعية للاستقرار بمحل العمل  بدلا من إقامة الأسرة خارج المدينة السياحية وربما بمناطق التکدس السکاني بالمحافظة التي ينتمي إليها الفرد.

 

نوع الإقامة للعاملين بالمجال السياحي

جدول (5) نوع الإقامة للعاملين بالمجال السياحي

نوع الإقامة للعاملين بالمجال السياحي

النسبة

سکن العاملين التابع لمکان العمل

34.6%

السکن إيجار مؤقت مع الزملاء

23.1%

سکن بصفة دائمة مع الأسرة بالغردقة

57.7%

يسافرون يوميا للعمل

2.2%

     

تشير إجابات أفراد عينة البحث أن نوع الإقامة الذي يعتمدون عليه بشکل کبير هو سکن العاملين التابع لمکان العمل بنسبة 34.6% والسکن إيجار مؤقت مع الزملاء بنسبة 23.1% بإجمالي 57.7 ممن يسکنون بدون أسرهم، يليه العاملين الذين يسکنون بصفة دائمة مع الأسرة بنسبة 40.1% وأما من يسافرون يوميا للعمل فنسبتهم 2.2%.

 


البند الثاني: تقييم مستوى الخدمات بمدينة الغردقة السياحية: 

 

    تم رصد عدد مناسب من الخدمات والمرافق التي يتعامل معها أفراد عينة البحث بصفة دائمة وقد عبروا بآرائهم تجاه توفُّر وجودة تلک الخدمات وفقا لوجهة نظرهم أثناء تعاملهم اليومي معها کما هو موضح بالجدول (6)

جدول (6) تقييم مستوى الخدمات بالمدينة السياحية محل العمل (الغردقة)

البيان

ممتاز

جيد

مقبول

سيئ

غير متاح

وسائل النقل

12.6%

51.1%

12.6%

14.3%

9.3

مستوى الطرق

1.6%

16.5%

46.2%

35.7%

----

المياه النظيفة الصالحة للشرب

1.6%

12.1%

21.4%

43.4%

21.4%

الکهرباء

23.1%

55.5%

15.4%

6%

---

الغاز الطبيعي بالمنازل

40.1%

27.5 %

6.6%

10.4%

15.4%

الصرف الصحي

11.5%

28.6%

18.1%

14.3%

27.5%

وسائل الاتصالات

41.2%

23.6%

25.3%

4.9%

4.9%

التعليم الأساسي

3.3%

53.8%

29.7%

13.2%

---

التعليم الجامعي

8.2%

22%

15.9%

30.8%

23.1%

المستشفيات والخدمات الصحية

3.3%

19.8%

40.1%

23.1%

13.7%

وسائل الترفيه العامة

11%

26.4%

42.9%

13.2%

6.6%

مکتبات عامة و الکترونية

1.6%

26.4%

45.1%

21.4%

5.5%

خدمات الأغذية والمشروبات

14.3%

57.1%

18.7%

9.9%

---

الأسواق والمتاجر

22.5%

43.4%

24.2%

9.9%

---

 

  توضح الدراسة الميدانية من خلال هذا البند مستوى الجودة في الخدمات الأساسية والمرافق لتوضيح نقاط القوة والضعف بها وقد تبين من آراء أفراد عينة البحث النتائج التالية:

 

أفضل الخدمات التي ُتقدم خدمات مرضية للمواطنين تمثلت في:

  • خدمات الأغذية والمشروبات (المطاعم) بنسبة 57.1% جيد،14.3% ممتاز.
  • الکهرباء بنسبة 55.5% جيد، 23.1% ممتاز.
  • الغاز الطبيعي بالمنازل بنسبة 40% ممتاز، 27.5% جيد.
  • وسائل النقل بنسبة  51% جيد، 12.6% ممتاز.
  • وسائل الاتصالات بنسبة  41.2% ممتاز، 23.6% جيد.
  • التعليم الأساسي بنسبة  53.8% جيد.
  • الأسواق والمتاجر بنسبة 43.4% جيد، 22.5% ممتاز. اکتفينا بتقدير الجيد والممتاز لقدرتهم على رفع مستوى الرضا عن الخدمة بما يفوق النصف من عينة البحث وتظهر باقي النسب في الجدول (6).

 

أقل الخدمات التي حصلت على رضا المواطنين تمثلت في:

  • توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب بنسبة 43.4% سيئ، 21.4% مقبول. وتظهر هذه المشکلة ليس من عدم توفرها بالمنازل لکن في أنها غير صالحة للشرب والاستخدام في إعداد الطعام لأنها مياه خزانات يتم ملئها کل أسبوع عبر خط مياه قادم من محافظة المنيا وهذه الخزانات يتم تنظيفها على فترات طويلة أما المياه الصالحة للشرب فتکون من خلال شراء زجاجات مياه الشرب الطبيعية ذات الحجم العائلى20 لتر تقريبا للقارورة الواحدة أو من خلال خطوط مياه موصلة مباشرة على الخط القادم من المنيا في غرفة صغيرة أو فتحة بها محبس أسفل المنازل تقوم کل شقة بمليء ما يکفيها طوال الأسبوع في زجاجات کبيرة (المصدر:الملاحظة الشخصية).  
  • مستوى الطرق نسبة 46.2% مقبول، 35.7% سيئ. توجد الطرق الجيدة في مناطق تواجد المنشآت السياحية أما الطرق الفرعية فهي سيئة وغير ممهدة تمهيدا جيدا للسير .
  • المستشفيات والخدمات الصحية نسبة 40.1% مقبول، 23.1% سيئ، 13.75 غير متاح.
  • الصرف الصحي نسبة 27.5% غير متاح، 18% مقبول،14.3% سيئ.
  • مکتبات عامة والکترونية  نسبة 45.1% مقبول، 21.4%سيئ.
  • وسائل الترفيه العامة نسبة 42.9% مقبول، 13.2% سيئ.
  • التعليم الجامعي نسب التقييم 30.8% سيئ ،23.1% غير متاح ،22.9جيد ، 15.9 مقبول ، 8.2 % ممتاز. اکتفينا بتقدير المقبول والسيئ أو غير المتاح لقدرتهم على التعبير عن أن أکثر من نصف العينة في حالة عدم رضا عن تلک الخدمات وتظهر باقي النسب في الجدول(6). کما يوضح الجدولين التاليين (7،8) رضا أفراد عينة البحث عن بعض الخدمات والمرافق الأساسية وعدم رضاهم عن البعض الآخر.

جدول (7) الوسط الحساب والانحراف المعياري  لتقييم الخدمات والمرافق الأساسية بالمدينة السياحية محل العمل (الغردقة)

البيان

العدد             N

الوسط الحسابي Mean

الانحراف المعياري  Std. Deviation

مستوى الطرق

182

2.84

752.

المياه النظيفة الصالحة للشرب

182

2.29

990.

الصرف الصحي

182

2.82

1.403

التعليم الجامعي

182

2.62

1.281

المستشفيات والخدمات الصحية

182

2.76

1.028

المکتبات عامة وإلکترونية

182

2.97

876.

يلاحظ من الجدول (7) الخاص بمجموعة الخدمات التي تعانى من قصور شديد وفقا لآراء أفراد عينة البحث أن الانحراف المعياري لمتوسط عدم الرضا عند درجات (سيئ (2) – غير متاح (1) أقل من نصف قيمة الوسط الحسابي مما يدل على تمرکز البيانات حول الوسط الحسابي الذي يشير إلي عدم رضا أفراد عينة البحث عن تلک الخدمات إلي حد کبير.

 

جدول (8) الوسط الحسابي والانحراف المعياري  لتقييم الخدمات والمرافق الأساسية بالمدينة السياحية محل العمل (الغردقة)

البيان

العدد  N

الوسط الحسابي Mean

الانحراف المعياري  Std. Deviation

وسائل النقل

182

3.43

1.163

الکهرباء

182

3.96

792.

الغاز الطبيعي بالمنازل

182

3.66

1.473

وسائل الاتصالات

182

3.91

1.143

التعليم الأساسي

182

3.74

763.

وسائل الترفيه العامة

182

3.22

1.028

خدمات الأغذية والمشروبات والمطاعم العامة

182

3.76

819.

الأسواق والمتاجر

182

3.79

906.

 

  ُيلاحظ من الجدول (8) الخاص بمجموعة الخدمات التي حازت إلي حد کبير على رضا أفراد عينة البحث أن الانحراف المعياري لمتوسط الرضا عند درجات " ممتاز(5) – جيد(4) – مقبول(3) " أقل من نصف قيمة الوسط الحسابي لها مما يدل على تمرکز البيانات حول الوسط الحسابي الذي يشير إلي رضا أفراد عينة البحث عن تلک الخدمات إلي حد کبير. يتضح من النتائج السابقة أن هناک قدر لا بأس به من الخدمات التي ُتمکِّن من الحياة بشکل مستقر بالغردقة إلا أن هناک بعض الخدمات بها قصور شديد والتي تحتاج لتوجيه الاهتمام إليها مثل الخدمات الصحية ومياه الشرب ووسائل الترفيه العامة والطرق لتحسين مستوى الحياة إليومية للفرد کما أنها بعيدة عن أية خدمات مرکزية أو فرعية من نفس النوع تدعمها أو تقلل من نقاط الضعف بها.

وبذلک يثبت لنا عدم صحة الفرض الأول وقبول الفرضية البديلة والتي تقول أن المدن السياحية لا يتوفر بها مقومات الاستقرار الدائم لتکوين مجتمعات جديدة.

 


البند الثالث: معوقات الاستقرار الدائم بالمدينة السياحية محل العمل:

ترجع معوقات الاستقرار الدائم إلي أسباب اقتصادية واجتماعية وکانت آراء العينة في هذه المعوقات کما هو موضح بالجدول

 

جدول (9) معوقات الاستقرار الدائم بالمدينة السياحية محل العمل

البيان

موافق بشدة

موافق

إلي حد ما

غير موافق

غير موافق بشدة

أسباب اقتصادية

اقتصار فرص العمل على الموسم السياحي فقط

50%

28.6%

8.8%

7.7%

4.9%

ارتفاع المستوى العام في الأسعار للسلع والخدمات

39.6%

29.7%

13.7%

6.6%

10.4%

قلة المشروعات السکنية بالمدن السياحية المناسبة لإمکانات الشباب المادية

29.7%

25.8%

20.9%

18.7

4.9%

عدم توفر السلع والخدمات بالشکل المناسب

22.5%

30.8%

17.6%

12.6%

16.5%

" أسباب اجتماعية"

الخوف من التأثر بثقافات وعادات لتتناسب وثقافتنا

 

12.1%

 

33.5%

 

24.2%

 

13.2%

 

17%

عدم توفر بعض الخدمات الترفيهية خارج نطاق المشروعات السياحية

17.6%

33%

25.8%

13.2%

10.4%

ممارسة الأهل ضغوط عليک لتنشئ أسرتک الجديدة معهم بعد الزواج وليس في المدينة السياحية

11%

27.5%

28.6%

23.6%

9.3%

عدم تقبل الزوجة للسکن بالمدينة السياحية بعيدا عن الأهل

9.3%

30.8%

23.6%

29.1%

7.1%

 

يتضح من الجدول (9) الآتي:

  •  اقتصار فرص العمل على الموسم السياحي فقط خلال العام: وافق بشدة على تأثير هذا السبب في عدم القدرة على الاستقرار بنسبة 50% من إجمالي الآراء ووافق أيضا 28.6% وکان 8.8% رأيهم إلي حد ما في حين کان 7.7% غير موافقين و4.9% غير موافقين بشدة وهذه النسبة الأخيرة في الغالب من لهم وظائف دائمة ومستقرة بالنشاط السياحي أو يمتلکون نشاط سياحي خاص بهم أو ممن يعملون بالقطاع الحکومي.
  • ارتفاع المستوى العام للأسعار نظرا لحدوث التنمية السياحية فقط في المنطقة دون مشروعات اقتصادية داعمة فإنها تحصل على مستلزماتها الخاصة بالطعام والملبس وغيرها من السلع من المحافظات المحيطة وهذا يضيف زيادة إلي أسعار هذه المنتجات ويؤدى لارتفاع تکاليف المعيشة بالمدينة السياحية محل العمل فوافق بشدة 39.6% ووافق 29.7% ومن کان رأيهم إلي حد ما فنسبتهم 13.7% وکان هناک 6.6% غير موافقين ونسبة 10.6% غير موافقين بشدة.
  • قلة المشروعات السکنية المناسبة لإمکانات الشباب المادية کانت نسبة 29.7% من آراء أفراد عينة البحث موافقين بشدة على وجود هذا السبب ووافق أيضا 25.8% وکان نسبة 20.9% رأيهم إلي حد ما بينما لم يوافق 18.7% ولم يوافق بشدة 4.9%. فمنذ ثورة 25 يناير 2011 لم يتم بناء عمارات سکنية  تابعة للمحافظة ولکن يتم تخصيص أراضي فقط لبناء منازل للأهالي (المصدر: إضافات من أفراد عينة البحث).
  • عدم توفر السلع والخدمات بالشکل المناسب وافق بشدة 22.5% کما وافق 30.8% على دور هذا السبب في عدم القدرة على الإقامة بشکل دائم وکان 17.6% رأيهم إلي حد ما   ولم يوافق 12.6% ولم يوافق بشدة 16.5%.
  • عدم توفر بعض الخدمات الترفيهية خارج نطاق المشروعات السياحية أکد وجود هذا السبب 33% من عينة البحث ووافق بشدة أيضا 17.6%  وکان 25.8% رأيهم إلي حد ما ولم يوافق 13.2% ولم يوافق بشدة أيضا 10.4%. حيث تستأثر المشروعات السياحية بالأنشطة الترفيهية بداخلها وحتى الوصول والاستمتاع بالشواطئ يکون من خلال الدخول للمنشآت السياحية عدا شاطئ عام صغير واحد ليس به سوى کافتيريا بسيطة.
  • الخوف من التأثر بالثقافات والعادات التي لا تتناسب وثقافتنا المجتمع المصري في الغالب مجتمع محافظ ويفضل تربية أبناءه على ذلک وينزعج من التقليد الأعمى للعادات الغريبة وإن کان يترک للسائح حرية التصرف بتلقائية دون قيود طالما في حدود الآداب العامة فوافق 33.5% ووافق بشدة 12.1% وکان 24.2% رأيهم إلي حد ما ولم يوافق 13.2% ورفض بشدة 17%.
  • ممارسة الأهل ضغوط عليک لتنشئ أسرتک الجديدة معهم وليس بالمدينة السياحية يرفض کثير من الأهل خاصة في الأقاليم الريفية ،وافق على هذا السبب 27.5% ووافق بشدة 11% وکان 28.6% رأيهم إلي حد ما، ولم يوافق 23.6%  ولم يوافق بشدة 9.3%.
  • عدم تقبل الأسرة الجديدة للسکن بالمدينة السياحية محل عمل الزوج بعيدا عن الأهل هنا يکون قرار الزوجة الشابة عدم الرغبة في الإقامة بالمدينة السياحية محل عمل الزوج خوفا من الإحساس بالعزلة والوحدة خاصة وأن العامل بالنشاط السياحي يقضى أوقات المناسبات والأعياد بمکان العمل وليس مع الأسرة نظرا لطبيعة العمل السياحي التي تقدم الخدمات الترفيهية أو لتعلق الزوجة الشديد بالأهل والأصدقاء وبالمکان الذي نشأت فيه. وافق30.8% من مجتمع البحث ووافق بشدة 9.3% وکان 23.6% رأيهم إلي حد ما في حين لم يوافق 29.1% ولم يوافق بشدة 7.1%.

 

 

 

 

 

جدول (10) الوسط الحسابي والانحراف المعياري لآراء أفراد عينة البحث حول معوقات الاستقرار الدائم بالمدن السياحية محل العمل

 

البيان

العدد             N

الوسط الحسابي Mean

الانحراف المعياري  Std. Deviation

اقتصار فرص العمل على الموسم السياحي فقط

182

4.11

1.156

ارتفاع المستوى العام في الأسعار للسلع والخدمات

182

3.81

1.308

قلة المشروعات السکنية بالمدن السياحية المناسبة لإمکانيات الشباب المادية

182

3.57

1.232

انتشار ظاهرة الغش التجاري والنصب

182

3.48

1.565

عدم توفر السلع والخدمات بالشکل المناسب

182

3.30

1.383

عدم توفر بعض الخدمات الترفيهية خارج نطاق المشروعات السياحية

182

3.34

1.214

الخوف من التأثر بثقافات وعادات لا تتناسب وثقافتنا

182

3.10

1.277

ممارسة الأهل ضغوط عليک لتنشئ أسرتک الجديدة معهم بعد  الزواج وليس في المدينة السياحية

182

3.07

1.152

عدم تقبل الزوجة للسکن بالمدينة السياحية بعيدا عن الأهل

182

3.06

1.123

 

من الجدول (10) يتضح أن الانحراف المعياري لمتوسط الموافقة عند درجات " موافق بشدة (5) – موافق (4) – مقبول ( 3) " أقل من نصف قيمة الوسط الحسابي لها مما يدل على تمرکز البيانات حول الوسط الحسابي الذي يشير إلي موافقة أفراد عينة البحث على أن هذه العوامل تمثل عائق أمام اتخاذ البعض قرار الهجرة وإنشاء الأسر الجديدة للتوطن بالمدن السياحية محل العمل.

 

    يثبت لنا صحة الفرض الثاني وهو" أنه توجد بعض العوامل التي تعوق الاستقرار الدائم بالمدن السياحية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البند الرابع: الآثار المترتبة على إحداث تنمية متکاملة سياحية واقتصادية وزراعية وحرفية في مناطق الجذب السياحي

 

جدول (11) الآثار المترتبة على إحداث التنمية المتکاملة السياحية لمدينة الغردقة.

البيان

موافق بشدة

موافق

إلي حد ما

غير موافق

غير موافق بشدة

تنويع المنتج السياحي.

15%

17.5%

64.5%

3%

---

تنشط الصناعات الحرفية.

44.8%

36%

19.2%

---

---

توفر السلع والخدمات للنشاط السياحي والسکان المحليين من داخل المدينة

25%

59.8%

15.2%

---

---

تخفيف الضغط السکاني بمنطقة الوادي والدلتا

37.3%

48%

11.7%

3%

---

فتح أسواق جديدة للمنتجات المحلية

29%

45.7%

25.3%

---

---

زيادة الإنتاجية الزراعية والصناعية

32%

46.7%

11.2%

9%

---

توفر فرص عمل بصفة مستمرة

21.8%

75.4%

2.8%

---

---

 

يتضح من الجدول (11) أن التنمية الاقتصادية بجانب النشاط السياحي لها آثار إيجابية على النشاط السياحي وعلى منظومة الحياة ککل بالمدينة السياحية مما يخلق قدرة لديها على جذب مزيد من المواطنين للعمل بالسياحة والمجالات المختلفة والاستقرار وتخفيف الضغط على المناطق المأهولة بالسکان وتنمية مجتمعات بنسق سلوکي وحضاري فريد ُيميز سکان هذه المدن کنموذج للتنمية الشاملة والمستدامة في مصر. فجاءت في مقدمة هذه الآثار توفر فرص عمل طوال العام أثناء وبعد انقضاء الموسم السياحي بنسبة موافقة 75.4% وموافقة بشدة 21.8% يليها توفر السلع والخدمات للنشاط السياحي السکان المحليين بنسبة موافقة 59.8% وموافقة بشدة 25% يليها تخفيف الضغط السکاني بالوادي والدلتا بنسبة موافقة 48%وموافقة بشدة 37.3% ثم زيادة الإنتاجية الزراعية وفتح أسواق جديدة للمنتجات المحلية وتنشيط المنتجات الحرفية وأخيرا تنويع المنتج السياحي بنسبة موافقة. من مناقشة هذا البند يثبت لنا صحة الفرض الثالث الذي يقول بأن إحداث ظهير تنموي متکامل بالمدن السياحية له أثر ايجابي تحقيق التوازن  السکاني.

 


البند الخامس: الآليات المقترحة لتحقيق التوطين السکاني بالمدينة السياحية (مدينة الغردقة)

 بعد عرض آراء أفراد عينة البحث عن مستوى الخدمات ومعوقات قد تقف أمام اتخاذ القرار بالاستقرار الدائم بالمدينة السياحية محل العمل تم اقتراح بعض الآليات التي يمکن أن تقوم برأب الصدع وتغليب کفة الرغبة في الاستقرار في مقابل کفة المعوقات وتحقق التنمية السياحية المتکاملة والتي تکون قادرة بشکل واضح على جذب الشباب للعمل والإقامة وهى موضحة بالجدول (12).

جدول (12) الآليات المقترحة لتحقيق التوطين السکاني بالمدن السياحية

البيان

موافق بشدة

موافق

إلي حد ما

غير موافق

غير موافق بشدة

تنمية الخدمات السياحية المناسبة لطبيعة المنطقة

38.5%

49.5%

12.1%

---

---

إشراک المجتمع المحلى في إدارة الأنشطة السياحية

22.5%

53.8%

20.3%

1.1%

2.2%

التخطيط والإدارة الجيدة لتجنب الصراع بين السکان والسائحين على الخدمات والفراغات العمرانية

47.3%

40.1%

12.6%

---

---

تناسب حجم الأعمال السياحية مع الطاقة البيئية

50%

28%

15.9%

---

6%

الحفاظ على خصوصية المناطق السکانية الخاصة بالسکان المحليين

31.9%

46.7%

21.4%

---

---

التنسيق بين المؤسسات المسئولة عن الأنشطة السياحية الحکومية والخاصة لتحقيق التوازن بين الأهداف

59.9%

29.1%

7.1%

---

3.8%

تنمية أنشطة اقتصادية ( زراعية – صناعية – حرفية) توفر احتياجات النشاط السياحي واحتياجات السکان المحليين بالمنطقة السياحية

58.2%

35.7%

---

2.2%

3.8%

تجنب الاعتماد على النشاط السياحي فقط المتقلب والموسمي کأساس في تنمية المناطق ذات مقومات الجذب السياحي

44.5%

45.6%

7.1%

2.7%

---

 

من الجدول (12) يتضح الآتي:

  • تنمية الخدمات السياحية المناسبة لطبيعة المنطقة السياحية والتي تدعم الأنشطة الاقتصادية الموجودة بالمنطقة Hamad, 2002)) وتبين لنا ان نسبة الموافقة على هذه الإلية 49.5% من عينة المجتمع محل البحث کما وافق بشدة 38.5% وکان هناک نسبة 12.1% منهم رأيهم إلي حد ما. وهذا يعنى أن النشاط السياحي يقوى المرکز الاقتصادي للمنطقة المقترح  تنميتها سياحيا ولا يتسبب في تجريف الإرث المهني أو الحرفي.
  • إشراک المجتمع المحلى في إدارة الأنشطة السياحية کانت آراء أفراد عينة البحث فيما يخص هذه الإلية 53.8% موافقين على اعتماد هذه الإلية للتنمية السياحية و22.2% موافقين بشدة .
  • التخطيط والإدارة لموارد المنطقة السياحية لتجنب التنافس والصراع بين السکان المحليين والسائحين على الخدمات والفراغات العمرانية يکون النشاط السياحي مرحباً به من جانب السکان المحليين إذا کان يساهم في تحسين مستوى الخدمات الموجودة لکن تحدث الکارثة إذا کانت الخدمات المتاحة موجه للسائحين فقط وليس للسکان المحليين نصيب منها فتتحول المنطقة إلي منطقة طرد للسائحين Palumbo, 2002)) ورأى 47.3% من مجتمع البحث الموافقة بشدة على أهمية هذه الإلية ووافق 40.1% على هذه الإلية.
  • تناسب حجم الأعمال السياحية مع الطاقة البيئية للمنطقة لتجنب التدهور البيئي والعمراني والاقتصادي والإضرار بأساليب الحياة والأنشطة الخاصة David, 1998)) کانت أراء أفراد عينة البحث في هذا الشأن 50% موافقين بشدة  و28% موافقين و15 من کان رأيهم إلي حد ما 15.9% بينما رفض بشدة ذلک 6% . أي أن تحديد الطاقة البيئية يعتمد أساسا على تعيين الحدود العليا للتنمية واستخدام الزوار والاستغلال الأقصى للموارد السياحية مع عدم تعدى حدود الآثار المقبولة.
  • تنمية أنشطة اقتصادية (زراعية – صناعية – حرفية) توفر احتياجات النشاط السياحي واحتياجات السکان المحليين بالمنطقة السياحية هذا ما يسمى بالتنمية السياحية المتکاملة التي تحافظ على استمرار الحياة بالمنطقة السياحية في غير الموسم السياحي وتقضى على الفراغ الذي تعيشه المدن السياحية في غير الموسم السياحي بل وتساهم في تنمية قطاعات أخرى تتحقق إضافة للإنتاج المحلى وتوفر فرص عمل في غير الموسم السياحي للعمالة المؤقتة Derek, 2005)).وکانت النتائج کالتالي وافق بشدة 58.2% ووافق أيضا 35.7% ولم يوافق 2.2% ونسبة من لم يوافقوا بشدة 3.8%.
  • تجنب الاعتماد على النشاط السياحي فقط المتقلب والموسمي کأساس في تنمية المناطق ذات مقومات الجذب السياحي تتحول المدن السياحية بعد انتهاء الموسم السياحي إلي مدينة  شبة خاوية وتنتهي وتتلاشى الکثير من فرص العمل والآثار الاقتصادية ويعود الجميع لسکناته بالوادي والدلتا وذلک لوجود نشاط اقتصادي وحيد بالمنطقة السياحية  وهو النشاط السياحي وهذا يعتبر من أکبر المعوقات التي تحول دون التفکير في الاستقرار بالمدن السياحية ووافق بشدة 44.5% ووافق 45.6%  ولم يوافق 2.7% وکان 7.1% رأيهم إلي حد ما.

 

  • الحفاظ على خصوصية المناطق الخاصة بالسکان المحليين Webstrek, 2000)) هذا الفکر يناسب المجتمعات والأقاليم المحافظة في مصر ( القروية – الصعيدية - البدوية). وهناک بعض المدن في مصر التي تتمتع بقدر کبير من المرونة کما هو الحال في مدينة الغردقة حيث يوجد کثير من الأجانب قاموا بشراء وحدات سکنية ويقيمون بها إقامة دائمة جنبا إلي جنب مع المصريين بمنتهى التآلف وهذه هي طبيعة النسيج المصري الغنية. وافق 46.7% ووافق بشدة 31.9% ثم 21.4% کان رأيهم إلي حد ما.
  • تکمن المشکلة بين المؤسسات الحکومية المنظمة للنشاط السياحي والمشروعات الخاصة في إن الجهات الحکومية قد تتخذ قرارات عبر أجهزتها بعيدة تماما عن الواقع العملي للمشروع وقد وافق بشدة 59.9% ووافق 29.1% في حين لم يوافق بشدة 3.8% وکان 7.1% رأيهم إلي حد ما. 

 


نتائج البحث:

 

  • تعتبر فئة الشباب العاملين بالسياحة والخدمات المرتبطة بها من سن (18-45سنة) ويعمل الکثير منهم لفترة تفوق العشر سنوات بالمجال السياحي وهى الفئة المستهدفة لتوجيه إليها برامج التوعية لتبنى فکرة الخروج من الوادي الضيق ودلتاه نحو الاستقرار بمناطق التنمية السياحية محل عملهم.
  • يوجد قصور بالخدمات والمرافق الأساسية اللازمة لتوفير حياة آدمية للفرد مثل (مياه الشرب والخدمات الصحية والطرق والصرف الصحي ووسائل الترفيه العامة والمکتبات).
  • يواجه الشباب عند اتخاذ قرار الهجرة من الوادي الضيق ودلتاه إلي الاستقرار بالمدن السياحية محل العمل بعض المعوقات منها اقتصار فرص العمل على المجال السياحي- قلة المشروعات السکنية المناسبة من حيث السعر والمساحة- قلة وسائل الترفيه وربما عدم وجودها خارج المنشآت السياحية - الخوف من ضعف القدرة على الحفاظ على القيم الأصيلة بالمجتمع بالأسرة الجديدة والأبناء – ممارسة الأهل أو الزوجة ضغوط للاستمرار بعدم الإقامة بعيدا .
  • يترتب على إحداث تنمية متکاملة(سياحية واقتصادية وزراعية وحرفية) في مناطق الجذب السياحي عدد من الآثار الإيجابية للإقليم السياحي .
  •  توصل البحث إلي وجود عدد من الإليات التي تساهم في تحقيق التنمية السياحية المتکاملة  والتوطين السکاني  بالمدن السياحية.

التوصيات:

أولا: التوصيات الموجهة للإدارة المحلية:

  • الأخذ بنظام التنمية السياحية المتکاملة کنظام جديد لإدارة المدينة ووضع أساس إيجابي للتوسعات المستقبلية.
  • معالجة حالات العمران العشوائي الناتج عن أسلوب استعمالات الأراضي والآثار الناتجة بالتوافق مع خصائص البيئة الطبيعية .
  •  إنشاء مجتمع عمراني متکامل قائم على أساس قاعدة اقتصادية قوية مرتکزة على النشاط السياحي في المقام الأول والأنشطة المرتبطة به وکذلک على مجالات اقتصادية أخرى تساعد على استمرار الحياة بالمدينة طوال العام.
  • تحسين مستوى التعاملات الإنسانية بين المجتمع المحلى مع السياحة من خلال کافة الوسائل التعليمية والثقافية والتدريبية بهدف توفير إطار متحضر لمعيشة السائحين والمواطنين.
  • رفع مستوى الأداء الإداري والفني لوحدات الإدارة المحلية  للقيام بدورها في إقامة وحماية وصيانة المرافق العامة للتجمعات العمرانية بهدف توفير بيئة عمرانية نظيفة لائقة لمعيشة السکان والسائحين.  

   ثانياً: توصيات موجهة لوزارة السياحة:

  • الاستعانة بشرکات تقوم بعملية التنمية المتکاملة للمدن السياحية وليس فقط تنمية مجموعة متناثرة  من المشروعات السياحية.
  •  الاستعانة بأداة الإعلام بکافة أشکالها لنشر الوعي لدى الشرائح المستهدفة من الشباب بضرورة الانتباه نحو التفکير في التوجه نحو إقامة حياتهم الأسرية الجديدة بالمدن السياحية أو الظهير الصحراوي لبعض المحافظات التي يمکن تنميته بعض المناطق بها سياحيا.

 

  • المراجع باللغة العربية

     

    • إبراهيم،عيسى على (1999) "جغرافية مصر" دار المعرفة الجامعية، الإسکندرية.
    • السيد، ياسر أحمد (2008) "مصر جغرافيا" بستان المعرفة، الإسکندرية.
    • اللحام، نسرين  توفيق (2007) "تقييم الأثر البيئي للمشروعات السياحية" الطبعة الأولى، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة.
    •  الوهيد، محمد سليمان (2017) "أثر سياسيات الهجرة على النمو الحضري في السعودية ومصر( دراسة مقارنة" قسم الدراسات الاجتماعية، کلية الآداب، جامعة الملک سعود.
    • حسنين، جليلة ( 2006) "دراسات في التنمية السياحية" الدار الجامعية، الإسکندرية.
    • سلسلة قضايا التخطيط والتنمية (162) يناير  2003 "تقسيم مصر إلي أقإليم  تخطيطية" معهد التخطيط القومي، جمهورية مصر العربية.
    • عبد الوهاب، صلاح (1998) "الکتاب السنوي للسياحة و الفنادق" منشأة المعارف بالإسکندرية.
    • کفافي، حسين (1991) "رؤية عصرية للتنمية السياحية في الدول النامية" الهيئة المصرية العامة للکتاب.
    • المجالس القومية المتخصصة، الانتشار إسکاني خارج المعمور، رؤى وسياسات جديدة، الدورة الخامسة والعشرون 2005.
    • الهيئة العامة للتخطيط العمراني (2007) "دراسة تآکل الأراضي الزراعية من منظور التخطيط العمراني في مصر".
    • مصر في أرقام (2015، 2016، 2017)، الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء.
    • الکتاب الإحصاء السنوي، الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء 2016.
    • تقرير المخطط الاستراتيجي للصحراء الغربية في ضوء محاور التنمية القسم الأول (2016).

     

    المراجع باللغة الاجنبية

     

    • David, J. (1998).Architecture & The Environment Bioclimatic Building Design Laurence King Publishing.
    • Derek, h. Irene, K. and Morag, M. (2005).rural tourism and sustainable business, crow well press, Great Britain.
    • Hamad, M. (2002).Ecological Architecture as a Resource for Sustainable Ecotourism Non published PHD, Al Azhar University.
    • Palumbo, G. (2002).Management planning for Archeological Sites   Teutonic, Jeeanne and – Greece p.215.
    • Webstrek, k. (2000).Environmental Management in the Hospitality Industry, Crown well press LTD, London, UK.